البحث العلمي أحدث التدوينات | الإثنين - 28 / 03 / 2022 - 2:30 م
تخيل بحثك مثل الساعة الرملية مقدمتك هي ما ستجعلك تخلق رابطًا قويًا حتى تصل إلى النهاية وهي النتائج الدقيقة، وكما يوجد خاتمة لكل شيء لابد من مقدمة لها، وإذا ما كانت تلك المقدمة قوية وتترك صدى كبيرًا وببصمة لن يكون للبحث هويته الخاصة.
وكما في الساعة الرملية تبدأ من الأعلى فإن أيضًا مقدمة البحث العلمي تبدأ من الأعلى، ويجب أن يتوفر بها عناصر ثابتة لا تتغير ولكن ما يتغير هو الأسلوب والطريقة التي يتبعها الباحث في سرد مقدمة بحثه، لذا كان السبب في وجود عناصر مقدمة البحث العلمي.
ولأننا في موقع الفريد نهتم بكل ما يبحث عنه الباحثين، بخلاف خدماتنا التعليمية التي نحرص على تقدميها بالشكل المطلوب، قررنا أن نسرد في خلال هذا المقال عناصر المقدمة بالترتيب، لذا ضعوا الأحزمة وهيا بنا ننطلق لكشف المزيد من المعلومات حول مقدمة البحث العلمي.
عند إجراء بحثًا علميًا لأي سببًا كان، سواء أكان بحث تخرج أو بحث رسالة علمية، يجب أن يتم وفقًا لمعايير وضوابط بحثية، لا يجوز على الإطلاق الإخلال بأيً منها، وأيضًا بنظام وترتيب.
وبالطبع تنقسم مراحل إجراء البحث لعدة مراحل مختلفة تبدأ من البحث عن الموضوع أو الإشكالية التي سيقوم على أساسها البحث، وتحضير الأدوات والأساليب البحثية التي سيتم استخدامها، أو العناصر التي سيتم إضافتها، حتى العينة، إلى أن تأتي مرحلة الكتابة، فيبدأ الباحث في خوض مرحلة جديدة بكل تفاصيلها.
وبعد اختيار العنوان المناسب للبحث العلمي، يقع على عاتق الباحث الاهتمام كثيرًا بكتابة مقدمة قوية متوفر فيها بعض العناصر الأساسية، وباعتبار مقدمة البحث العلمي من أهم الخطوات والأركان التي يقوم عليها البحث العلمي، كان يتحتم علينا أن نسردها لكم بالتفصيل، وتلك هي عناصر المقدمة بالترتيب:-
أولًا: الفقرة العامة
نقطة الانطلاق، ضربة البداية، والتي يتم فيها سرد الإشكالية، أو موضوع البحث ويمكن فيها الاستعانة بسرد آيات من القرآن الكريم، أو الأحاديث النبوية الشريفة، وأيً كانت الطريقة التي سيتم إتباعها، يجب أن تتم بطريقة سلسة وبسيطة، وبكلمات مفهومة، وبالطبع متناسقة مع الإشكالية أو الفكرة الرئيسية التي سيقام عليها أركان البحث فيما بعد.
ثانيًا: مشكلة البحث
تعتبر من أهم العناصر بالمقدمة البحثية، حيث يتم فيها شرح الإشكالية أو الموضوع البحثي، بعدد كلمات محدود شرط ألا يزيد عن 250 كلمة، يجب على الباحث استجماع أفكاره وما سيتم تناوله في البحث بشكل إجمالي في حدود هذا العدد من الكلمات.
ثالثُا: أهداف البحث
لابد من صياغة الأهداف التي على أساسها تم إجراء البحث، يمكن أن تكون أهداف رئيسية لها علاقة بالدراسة، أو رئيسية وفرعية، وأيً كانت تلك الأهداف يجب سردها أيضًا بشكل متناسق ومترابط مع الإشكالية أو الموضوع الذي سيتم مناقشته.
رابعًا: أهمية البحث
يجب على الباحث في هذا العنصر أن يستحضر كل أفكاره التي كانت سببًا في جذبه للاهتمام بالإشكالية، وساهمت بأن يتخذ قراره في إجراء البحث، كلما كانت تلك الأهمية قوية كلما كان للبحث شأنٍ آخر.
خامسًا: توضيح مصطلحات البحث العلمي
من أهم عناصر مقدمة البحث العلمي، لأنه سيتم فيها إيضاح المتغيرات في البحث، وما إن كانت بعض الألفاظ الدارجة في الدراسة لها تأثير عليها، وما الهدف من استخدام هذه المصطلحات.
سادسًا: حدود البحث
يتوفر نوعان من حدود البحث إحداهما إلزامي والآخر اختياري، الإلزامي متوفر في جميع الأبحاث العلمية، ولا يمكن إتمام البحث العلمي إلا بذكرها، أما الحدود الاختيارية يوجب ذكرها والالتزام بها في حال إذا كان البحث مرتبط بمكان ما، أو فترة زمنية محددة، وهنا سيتوجب توفر الحدود الزمنية والمكانية.
سابعًا: منهج البحث العلمي
المنهج أو الأسلوب المتبع في اجراء البحث العلمي هو أحد الأعمدة الرئيسية للبحث العلمي، والذي يجب سرده في المقدمة البحثية، لأن الباحث يمر ببعض الخطوات المنظمة من أجل الوصول للنتائج الدقيقة التي ستساعد في إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة، وبالطبع يشترط أن يختار الباحث المنهج الذي يتماشى مع دراسته، حتى يستطيع الوصول للنتائج الدقيقة.
ثامنًا: عينة الدراسة
عينة الدراسة هي شريك نجاح البحث الخفي، لأنه كلما كانت عينة الدراسة متناسقة ومتوازنة في كل شيء، كلما كانت النتائج دقيقة، فهي عنصر أساسي يجب التطرق إليه في المقدمة، التي يجب ذكرها نوعها إن كانت عينات احتمالية، عشوائية، غير احتمالية، غير عشوائية، علمًا بأن العينات الاحتمالية تنقسم إلى عدة أقسام، وأيً كان نوع العينة المستخدم يجب ذكره في المقدمة البحثية.
تاسعًا: أدوات البحث العلمي
لن يستطيع الباحث إجراء البحث إلا باستخدام الأدوات والأساليب البحثية، والتي يجب أن تكون فعالة وتساعد فعليًا في الوصول للنتائج الدقيقة، وبالطبع تختلف أنواع الأدوات المستخدمة باختلاف نوع البحث العلمي، لذا يجب ذكر الأدوات المستخدمة في المقدمة، والتي تتمثل في الاستبيانات، الملاحظات، الكتب والمراجع، والمجلات والموسوعات العلمية، المقابلات الشخصية، طرق القياس المختلفة، إجراء الاختبارات، الإسقاطات.
عاشرًا: التساؤلات والفرضيات الخاصة بالدراسة
من أهم العناصر الأساسية في المقدمة البحثية، حيث تستخدم التساؤلات عند إجراء البحوث التربوية، والعلوم الاجتماعية بالأكثر، والتي توضح أهداف الباحث، ويتم طرح فيها بعض من الحلول التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع.
أما الفرضيات فهي تسلط الضوء على علاقة بين متغيرين أو العلاقة بين متغير مستقل وآخر تابع، وأيً كانت العلاقة الفرضيات توضح النتائج التي قد تنتج من كلاهما.
بعد أن سردنا عناصر المقدمة بالترتيب، الآن سنتعرف سويًا على الأجزاء الرئيسية أو العناصر الإلزامية التي يجب كتابتها في البحث العلمي، بعد الانتهاء التام من كتابة المقدمة، والتي لا تقل أهمية عنها:-
أولًا: الإطار النظري
في هذا الجزء بالطبع نوصيك عزيزي الباحث بأخذ الرأي والمشورة من المشرف على بحث التخرج أو الرسالة، لأنه يوجد أكثر من رأي عن مكان البحث العلمي، مثل البعض منهم يرى أنه يجب على الباحث التحدث عن أهمية البحث أولًا، والبعض الآخر يرى أنه يجب عرض الفرضيات، لذا يفضل معرفة رأي المشرف ليعطي رأيه عما هو مناسب لبحثك.
ثانيًا: أبواب وفصول البحث
يجب فيها عرض شروحات مٌفصلة عن الأسئلة التي تم عرضها في الفرضيات، أو ما تم عرضه في الدراسات السابقة، بناءً على صلة البحث، وبالطبع يجب تسليط الضوء على الإيجابيات والسلبيات على تلك الدراسات، كما يمكن المقارنة بين البحث الحالي والدراسات السابقة.
ثالثًا: خاتمة البحث العلمي
كما عرضنا في البداية عناصر المقدمة البحثية وشددنا على أهميتها واعتبارها أنها من أهم أركان عناصر البحث العلمي، أيضًا الخاتمة لابد أن تستوفي الشروط اللازمة، بالإضافة لضرورة أن تشتمل على مجموعة من الاستنتاجات، والنتائج الدقيقة التي تم التوصل إليها بالتحليل الاحصائي.
رابعًا: صياغة الفقرات الختامية
الفقرات الختامية أيضًا من العناصر الأساسية التي يتم فيها عرض شرح وافي لموضوع البحث، والصعوبات التي قد مر بها الباحث خلال اجراؤه البحث العلمي، بالإضافة لتوضيح بسيط عما ورد بالبحث بفقرات بسيطة.
خامسًا: قائمة المراجع والمصادر وملحقات البحث
هذه الفقرة هي الأخيرة والتي سيتم فيها عرض كل ما تم الاستعانة به للانتهاء من البحث، يتم إضافة المراجع أيضًا وفقًا لترتيب محدد مثل إضافة المراجع العربية بالترتيب الابجدي، ثم المراجع الإنجليزية، وارفاق الملحقات إن وجدت مثل الصور، الجداول، قضايا، وغيرها.
مقدمة البحث العلمي هي أول أجزاء البحث العلمي التي تلي اسم الباحث وعنوان البحث مباشرةً؛ ويجب أن تتناول مُقدمة البحث ملخص شامل لأجزاء البحث، مثل تعريف وأهمية الظاهرة موضوع الدراسة، ثم شرح أهم الفروض والاقتراحات والنتائج المترتبة على هذه الدراسة بإيجاز.
الاستهلال هو الجمل التي يبدأ بها الباحث مقدمة البحث، وينبغي أن تكون تلك الجملة قوية للغاية من الجانب الإنشائي؛ كي يستشعر القارئ مدى قوة الباحث من الناحية اللغوية، ومن أكثر جمل الاستهلال شيوعًا ذات الطابع الديني، حيث يستخدمها الباحثون لخدمة البحث.
من أهم عناصر مقدمة البحث العلمي : طبيعة الموضوع، و أهمية البحث، وأهداف البحث، ومشكلة البحث، وحدود البحث، ومنهج البحث، وعينة البحث، وأدوات البحث، و مصطلحات البحث، وفرضيات البحث.